إن شرارةٌ واحدةٌ كفيلةٌ بإشعالِ أكبر الحرائق حولَ العالم. فالحرائق التي يشهدهَا الوطن العربي، وقد انطلقتْ من شرارةِ البوعزيزي في تُونِس، هذا الشاب الذّي أحرق نفسه على العلن، بسبب البطالة التي كان يعانيها وتظهر آثارُها على حياتهِ بعد تخرجه لسنواتٍ من الجامعةِ.
شرارةُ الشاب التونسِي، أشعلت المزيد في قلوب الشباب والشعب التونسي، فما إن حمي الوطيس حتى اشتعلت الأجواء، وبدأت المظاهرات بالتصاعدِ والتي ترددِ بعدمِ رغبتها بالأسرةِ الحاكمةِ المُستبدةِ للشعبْ. عاش الشعب التُونسي مخاضاً صعباً دام ثلاثين يوماً فيه الصُّمود والثباتِ اللامُتناهيانْ. فقد طالب الشعب التُونسي ولبيتُ مطالبهِ بهُروب المخلوع بن علي. بعد هذا أصبح الشغل الشاغِل للمُنكتِين والنكتيين. وسجّل ياتاريخْ!
ثورة تُونس التي استمرت لثلاثين يوماً متتالياتْ في ظل مطالبة الشعب بحقوقهِ النزيهة. فسرعان ما انتقلت أسارير هذهِ الثورة إلى قُلوبِ الثُّوار الشباب المصريُون.
فبدأت المُظاهرات في مصر في ال25من فِبرايِر، تحت يد شباب مصريُون، وبالتحديد من صفحة "كُلنا خالد سعيد"، على الفيس بُوك، وصاحب هذهِ الصفحه ذاته سبب هذهِ الثورة الشاب وائل غنيم. انطلقت المظاهرات من عددٍ من المُدن المصريةِ بالآلآف فالمئات آلاف فحتى وصل عدد المتظاهرين في مصر للعشرة ملايِين. فوصل حال المظاهرات ذروته في ميدان التحرير أوقات الصلاة فشعرت أنه الحرم المكّي الثاني في العالم!. وفيه وقعٌ تاريخي آخر، هذا التلاحُم بين المُسلمين والأقباطْ. فهتف الشعب بصوتٍ واحد "الشعب يريد إسقاط الرئيس"،"إنتَ تمشي مش هنمشِي" فالهتافات تندد برغبتهم برحيل حُسني مبارك. ولا ننسى الأفعال الوحشيةِ الهمجيةِ التي قامت بها الشرطة المصريةِ،والبلطجيةِ المدسوسين!. رغم كل هذا حركَ مشاعرنا منظر ثبات المتظاهرين وهُم يصلون أمام قوة دفع الماء التي تُلقى عليهم من الشرطة بدمٍ بارد. كذلكَ حملة العزل عن العالم من خلال قطع وسائل الإتصال عبر الإنترنت والهواتِف. كُل هذا ساهم في إشعال وتصعيد الثورة أكثر فأكثرْ فثبات الشعب أكثر فأكثر. تعددت الأسباب والموت واحد يامبارك!. وتنحى مبارك وكان العٌرس الأكبر لرحيل هذا الفرعُون حول العالم أجمعْ !!.
فتقُول شبكة الCNNبعد الثورةِ : "لأول مرة في التاريخ نرى شعباً يقوم بثورةٍ ثم ينظف الشوارع بعدها " .
ومن المشاهد الأُخرى التي أسرت ألبابنا بشّدةٍ، صلاة يوم الجمعة وخطبة القرضاوي التي عبرت عن مطالبنا بكل شفافيةٍ ونزاهةٍ وحق. وهتاف الشعب المصري "عالقدس رايحين شُهداء بالملايين". كم أشعر أن نصركِ قريبٌ يا أرض المحشرِ.
في اليوم التالي من رحيل مبارك نسمع عن مظاهرات في الجزائر تطالب كذلكَ برحيل الملك بوتفليقة. وكذلكَ في اليمن. وفي ليبيا فالقذافي مُتسمك منذ 43عاماً بالمنصب!. فكأنها مُسابقة لمن يطيل الجلوس على كرسيه أكثر!!. ومما يثير الضحك إنضمام القذافي لمعشر المؤيدين له.وقام بذات الشيء بقطع الإنترنت عن الشعب. وفي البحرين كذلكَ فتخيلاتِي تقُول بعدم نجاح الثورة للحرب الطائفية التي يعيشها الشعب. فالطائفية هي التي تدمر العالم مازالت مُستمرةٌ وللأسف!. وما زالت المُظاهرات مُستمرةٌ.
فهل ما يحدث إشارةٌ على أنه نهايةُ الزمان، برجوع الخلافةِ الإسلاميةِ التي يسودها العدل والأمن والرخاء للجميع!. أم هي إشارةٌ لهعدٍ جديد ماقبل عهد الخلافةٍ الإسلاميةِ.
نحن شُعوبُ تستحقُ أن تعيش بكرامةِ واحترام، ودعونا نعيش في سلام!.
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
رائعة هي تدوينتك عزيزتي :)
والأروع هو ثورة شعوبنا العربية وشبابنا فالحمد لله حمداً كثيرا لصحوتنا هذه واسأل الله ان تعم هذه الثورة على جميع البلدان العربية كم هي أرض بلادنا متعطشة لحُكم اسلامي عادل يُرجع للأمة مجدها :)
إن شاء الله
السؤال الحقيقى يكمن فى لماذا الان , لماذا قامت هذة الثورات الان فى هذا الوقت بالتحديد هل هو كما ذكرتى نهاية الزمان ورجوع الخلافى الاسلاميه ام هل هناك اسباب اخرى , ما الذى اخرج هذا الوحش الجاسر من قلوب الناس بعد ان كانت ضعيفه فى سبات عميق
إرسال تعليق