الجمعة، 14 أكتوبر 2011

ضجيجٌ من الأفكارِ !






زخمٌ من الأفكارِ يطاردنِي . . وأتبعه . .
فيزيدُ من سرعتهِ . . فأزيدُ من سرعتِي . .
إنها علاقة طردية . . لأنني أواكب سرعة أفكاري . .

أيتها الأفكار لا تستعجلي . . بل أيتها الأنا استعجلي . .
الكُل يزيدُ سرعةً والكُل يزود نفسهِ بالطاقةِ . .

لا أريدها أن تفلت من يدي . . أو أن يتناثر أضواءها . .
لا أريد أن أتاخر أكثر . . أو أن يسبقني من كان يتبعني . .

هوّني علي أيتها الأفكار . . فأنتِ بحاجةٍ للتخطيط وللعمل ..  هونِي عليّ فأنا البشرْ !
خُلقت من طين . . وسأصبحُ رفاتَ وسأعود طيناً عند الحشرِ !

ضعي مسيراً واركضي بخطة ثابتةً ومع كل مدة زيدي الأزر َ !
في كل مرة ست ستشعرين بالقربِ أكثر !
وإلى أن تشعرين بأن الواقع صار ملموساً أكثر، كُلما تجسدت الأفكار في لوحاتها، ووضعت النقاط على أحرفها اكتملت اللوحة والكلمات لتبدوانِ واضحتا المعالِم .

هذا ما نريد واقع ملموس بعد تعب وكلل . .
هذا ما نريد نتائج وحصاد زرعِ سنين ربما وربما ساعات !

فوراءً كل جهدٍ، مجهود، ومُجتهند وهُناك النصيب.



فيا أيها الإنسان اطمح بالمزيد دوماً . . انظر للمسافة التي ما بين أعلى وأسفل الصفحة لكن ركز على الأعلى فناكَ رغبة جامحة حطمت كُل القيود لأكون أنا . . ليكون لي ما أريد . . لا لأكون أنا لما يريدون ! هُناك في الأعلى ما يسمى هدف، أو لتقل إنه قريب . . قريب. أصبح لي هدف لأني صاحب همة وإرادة تكتمل بالعزمِ والصبر .
صحيح { وكان الإنسان عَجولاً } [ الإسراء : 11 ] . ولكن الله يقول " واصبر لحكم ربك فإنكَ بأعيننا" ويبشرنا " وبشر الصابرين " . إذاً لتصل لهدفك اصبر .

إنها الحكمة الإلهية التي تسيرنا لأهدافنا، فإن تعجلنا استشعرنا عظمة الخالف الذي هو أقرب لنا من حبل الوريد، وإن عجزنا يوماً لا نتضجر بل لنكتم ولنكمل لأن هذا هو الصبر . واجعل إرادتكَ قوية بعزمك، ولكن الإرادة وحدها لا تكفي فمجرد رغبتي بالحصول على شيء والسعي لأجله هُنا ( الإرادة )، ويهمتي وجهدي اللذان أجرهما ( هُنا العزم ) .

تذكرت " وأولوا العزم من الرسل "، هُنا لما يقل الله عزّ وجل أولوا القوة . . أو الإرادةِ .. أو الرحمة، لأن كل هذا يندرج تحت العزم في الأمور والعزمِ على الأمور. فكل هذه الأشد تشد أصر الإنسان .

إنها الحكمة الإلهية التي تدبر لنا حياتنا من الصفر إلى اللانهايةِ، فكثير من الأمور تحصل في مواقع تستغرب وجودكَ فيها، وربما تسمع شيئاً لأول مرة من فلان، وتقرأ شيئاً وجدته صدفةً وكُل هذا لصالحكَ

فلنجعل دعاءنا دوماً يارب دبر لي أمري فإني لا أعرف التدبير، حكمتكَ يا الله تلاحقنا وتلازمنا أَحبكِ يا ربي




فلتتنبه في كل مرة، إنه تنبيه، إنها رسالة أو رُبما هدية، تعلم أو افتح الهدية ! فلتدرك أن حياتك من صنع أعمالكَ وأعمالك تعكس إرادتكَ وإرادتكَ يعكسها عزمكَ اللامُتناهِي . . وعزمك يدل على القوة الربانية التي يوهبك الله إياها دوماً .

فكثيراً ما نحزن ، نبكي، نجزع، نقنط !
فلا تحزن إن فاتك شيء، ضيعت شيء، فقدت شيء، ففي كل مرة يغلبك الحزن بسبب القدر الذي ربما يأتي بعكس توقعاتك لا تحزن لأن الله بخبأ لك وراء كل هذا شيء أكبر وأكبر فالله يعلم من أنت؟ وماذا تريد؟ ومتى هو الأفضل لكَ ؟ وأين ؟
إنها الحكمة الإلهية .


أينما وضعكَ الله، اعمل، ازرع، بادر، انتج سواءً في مكتب صغير، مدرسة، جامعة، شركة، مُؤسسة، منزل. أعطِ وابذل كُل ما لديكَ أثبتَ للعالم أنكَ أنتَ وأنكَ هُنا وأنكَ قادر على العطاءِ والتغيير.
ضع بصمتكَ في كل مرة، وطوّر من نفسكَ في كل مرة، وفي كل مرة من المرات تعلم واستفد وطبّق، كُن سراجاً مُنيرا أينما استخلفكَ الله في هذهِ الأرض .

اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا، فسر هذا الدعاء بأعمالك، ولكم من عاجزٍ في لجج اللأهداف لا يزال يضيع، لكن أنتَ نشلت من ذاك المكان واستخدمت، فلتساعد الكُل فالكثير بانتظاركَ وليكن عنوانكَ
"أينما وضعكَ الله ابذل "


هناك 5 تعليقات:

yoyo mosta7el يقول...

للمرة الثانية هاعلق .. ماشى يا صانعة يا متعبة =)
ما شاء الله طلعتى بتعرفى ترغى يا هنو

ورغيك مفيد كمان
كتابتك بتفكرنى بكلام دكتور طارق السويدان

الموضوع جميل ومنظم ومحدد .. جزئية اولوا العزم مستنى جدا

محتاجين عزم .. صلى الله وسلم على انبيائه جميعا
خير قدوة لنا .. بحبهم جدا وربنا يجعلنا على نهجهم

استمرى يا صانعتى العزيزة .. قدامك جبل احلام او اهداف محتاج تعب وعزم علشان يتحقق
=)

Unknown يقول...

وتبقى فينا بيداء نلتجى لها حين يكثر الضجيج ولكننا نتناساها او نقول نلتجئ اليها لا حقا......كلمات معبرة....تحياتي اختي

Unknown يقول...

ا

وتبقى فينا بيداء نلتجى لها حين يكثر الضجيج ولكننا نتناساها او نقول نلتجئ اليها لا حقا......كلمات معبرة....تحياتي اختي

أروى الطاهر يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لست أدري إن لم أكن أعلم سنك و عمرك، هل كان سيقع المقال في نفسي ذات الموقع؟!

دعيني أقل أنك - بفضل الله - حركتِ فيَّ شيئا ربما كان غافيا أو لاهيا، أو ربما تراكمت عليه آثار بعض المواقف فأردته في قاع القلب و الفكر و الذاكرة .!

أعجبتني كثيرا لفتتكِ الطيبة: " الحكمة الإلهية " فو الله لو أننا ما تسلحنا بهذا العتاد المنيع لانتكسنا و انتكسنا و انتكسنا، و لربما جرفتنا تيارات الإحباط و الخمول إلى هناااك،، حيث لا ندري أين نحن و كيف الخروج بـ"نحن" ..!

يقول الدكتور إبراهيم الفقي، إذا راودتك أحاسيس الفشل و الإحباط و عدم الرغبة في الإكمال، تذكر شيئا مهما، لا تقل لوني أو طولي أو وزني أو شكلي أو ,,,, لكن تذكر أنك خليفة الله في الأرض، و أنك خير مخلوقاته و أنه أودع فيك العقل و وكلك بإعمار الأرض، فلا تتراجع لأنك اختيار الله، فحمدا لله كثيرا ..
>> جزاه الله خيرا

مقآل مميز جدا، خاصة لبنية في عمرك، أسأل الله أن يحميكِ و أن يسبغ عليكِ من فضله و نعمائه و أن يفتح عليكِ .. =)

هذه الأفكار تستحق النشر في المنتديات و المواقع الاجتماعية، و تستحق أن تجمع في كتاب خاص بها، فاسعي لذلك .. ^^

جزاكِ الله خيرا و بارك فيكِ،، شكرا لهذه الكلمات الصادقة و المؤثرة =) ..

خربشات قلم يقول...

اعجبني هذا الضجيج الذي أثارته أفكارك :)
لعله ضجيج يصيبنا وسيصبنا ولكن ما أجمله من ضجيج ينتهي بنا للسلام الفكري