الأحد، 16 ديسمبر 2012

الطريق إلى الله







عندما نُدرك أننا تحتَ وطئةِ إحتلالِ عُقولنا من كُل الإتجاهاتْ. تًحاصرنا المذاهب والأديان وكُل الأعراقِ بتراتيلاهَا ورُوحانياتِها. نصل لمرحلة نودْ أن نجمع من كُل اقتباسةٍ تاريخ، ومن كُل وجهٍ ،لمسة يدٍ وفكر مُسطر لا يخبر إلا بكُل رقيّ. باتتْ الأجواءْ صاخبة تتلاطمْ. أمواج البحر لا تستكين .والنسيم يأبى السكُون. تلكَ الحياة حياةٌ .. لأنها تبحثُ عن الحياةُ في كُل مكانٍ وفي كُل الأرجاء وتبثُ في الأرجاءْ هذهِ الحياة. لا ترتوي يوماً تلكَ الأرجاء تلكَ الأرواح ، فهي تتعطشُ دوماً. تصرخُ دوماً، لا تهدأ يوماً. تتكلم كثيراً، ولكن ليسَ بما داخلها وما يسكن روحها .

إنها اللحظة الأسوأ التي نجدُ أنفسنا فيها عالقين في غياهبِ الجُب، حيلةٌ نكراء أحاطتْ بِنَا وبأجسادنَا وبأرواحِنا. تضيعُ بنا شتات السنوات، وشتات اللحظات لندركَ أننا لم نصل يوماً إلى نصف ما نريد . بل أننا لم نصل أعتاب الطريق الواصل إلى الله .

" يارب خُذني إليكَ أخذاً جميلاً "
دعاءً اختلجتهُ روحِي وجدتُ فيهِ سكينةً وكأن فيه كُل المطلب، طريقٌ إلى الله واضحْ، جميل، بلا دهاء، بلا مكر ، بلا غياب، بلا ضياع .

إن ظننّنا يوماً أننا وصلنا سنكُون مخطئين جداً حينَها؛ لأن الطريق إلى الله أعمقُ من كُل ما فينا، لا يدركُ أصلاً جزءاً صغيراً مما فينا، لذلكَ الله أرفأ بأرواحنا وأعلم بها  فجعلنا نبحث كثيراً ولكنّ لا نصل، ستتعب أرواحنا وأجسادنَا وتُهد إذا وصلت. وإذا وصلتْ حينها ستكف أرواحنا ..  ستكن ستهدأ .. ستفتُر
لا بحثٌ يحيها ولا فكر يرقيها، ولا غايةٌ لها تصل وتريد أن تصل . إذاً نحنُ سنبقى عالقين نبحث لن نتوقف يوماً، تلكَ هي ضريبةُ الحياة التي نريدها .. هي من الله وستكُون إلى الله وعبر الله .

سنكُون يوماً جزءاً من أعجوبةً تستوعب فيها أرواحُنا كُل شيء، حين ندرك المعرفة كاملةً في الوصول إلى الله .. لن نتعب أبداً في الجنّة . !

كُتبت بتخدّير رُوحي
الصُورة من السلط -الأردن
صيف 2012 

ليست هناك تعليقات: