الجمعة، 28 ديسمبر 2012

يقظة





علينا أن تيقظ .. أن نُدركَ حجمَ أنفسنا كثيراً وليسَ قليلاً .. أن هُناكَ أمرٌ لابدّ منه  .. لابُد منه أن يُحسم نصفَ حسمٍ أو قُرب النهاية سنكتفِي .. فلا اكتفاء ولا كفاية في أمرٍ أياً كانَ ما لم تًثبتْ وجوديتهُ تماماً من عندِ ]الله[، هُنا سنقرر إما سيكمل هذا الأمر وإما سيقفْ عندَ عجزٍ وقتها سنقرر عجزُ نفسنَا أم عجزهُ هو إذ يُنافي الكمال والكفاية ! .. فكُل نفسٍ أحرى وأدرى بنفسها بما تبتغيه وما تطلبه}ْ .. !

إدراكُنا أن الحياة أكثر وليستْ واحدة في هذهِ الدُنيا عميق وأعمقْ. بدلاً من كثيرُون يعيشُون تحتَ خانة الشك واليك ( هل الإنسان مسير أم مسخر ؟! ) .
فالرُوح روحٌ أخرى في القراءة .. والقلب قلبٌ آخر بإيقاعْ نجد أنفسنا بهِ .. والعقلُ ثابتُ المكانِ ومتجدد الأشياء والأشخاصْ. العقل يعيش تحت ظل قناعاتٍ ومبادئ وثوابتْ تحكمه .. تزجره .. تنبهه .. ولكن لابد من تجربة بالأول ! فهي التي ستكف لنا عن مدى سلامةِ أرواحنا (رُبما ) !!

أتدرُون !! .. أن تجارب الحياة تضعنا أمامَ مُفارقةٍ عجيبةٍ بين دواخلنا وخارجنَا، خارجنا لا يشمل فقط الأشخاص الذّين نُقابلهم بل الأشياء .. المُحيط .. التُراب .. الحجارة .. الهواء .. الأشجار . أتذكُرون تميم البرغُوثي المقدسي في قصيدتهِ :

في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا








                                           






تاريخُ المدينة يكشف عن تاريخ الأشخاص عبر الحجارة يا للعجب !! .. فلنتحرى دوماً طريقةً تكشف لنا عن دواخلنا لانها ستبقى راسخةً في كُل مكانٍ نمر عبره وعن كل طريقٍ نمر به .

البصمات لن تنطبع دُون الوصول لحقيقةٍ ما، وهذه الحقيقة هي التي تجعلنا نمر عبر كل هذا ! فاتخذوا حقيقة .. اعرفوا طريقها منها وإلها كي تصلوا لها ، تعلموا كيف أن تعبّروا عنها جيداً فكُل حقيقةٍ مُلاصقةٌ لكَ لحريتكَ كإنسان !

كُن حُر .. فلنتحرر من كُل شيء ( أديان .. مذاهب .. طوائف .. أماكن .. عوالم .. مصطلحات ) ، تحت إسم الإنسانية وعنوانها ]فكرةٍ[ ما رُبما . اجعلُوا الفكرة ميلادَ مشروعٍ فهناكَ حدث لنشوء أمرٍ أكبر وأكبر !

علينا بأرواحنا لا نتعبها .. لأنه لا حقيقة ثابتة كاملة إلا التي أجودت لنا ثابتة وكاملة منذ أن خُلقنا .. فطبيعتنا البشرية لا تُحاكي أي كمال، لا تحاكي أن صفة تامة ستبحث فيها أو تريدها. داروا أرواحكُم كي تداريكُم ! فإنّ الرُوح عالم عجيب من أمر ربّي أجدني فيها في كل أمر حتى أنّي لا أنفكُ إلا وأجدني أكتبها فإنّي أبحثُ بها وعبرها

النهاية .



شُكراُ لأرواحكم
شاركنا فكرة !


هناك تعليق واحد:

نور يقول...

ما شاء الله أولاً اللغة العربية بتاعتك تحفة لا بجد :))
وفعلاً الواحد لازم يكون حر ، ربنا خلقنا أحرار ، خلق لينا العقل والفكر ،سهل لينا الوصول ليه بأسهل طريقة عن طريق العلم والفكر ، بارك الله فيكى :)