الأحد، 27 مارس 2011

محطات مع رواية الخيميائِي !






" إذا رغبت في شيءٍ، فإنّ العالم كله يطاوعكَ لتحقيق رغبتكِ ".

هي حكمةٌ أستهلها الروائي باولو كويلُو في بدايةِ روايتهِ ليمهدَ بها الطريق للقرَاءِ خلال رحلتهِم مع الراعي الأندلسي سانتياغُو، الذّي يتحول حاله ليصبح صاحب أسطورةٍ!. بداية الرواية كالمقدمة الطلليةِ التي يستهلها الشعراء الجاهليون بمظاهر الإرتحال عن الظعائن بين السهُول والصحارى؛ تمهيداً لغرض القصيدةِ الرئيسي. وكما يتشاركان بروح التقليد الجاهلِي في بعض أجزائها بلا منهجيةٍ للتفكيرْ.


فذهب باولو كويلو إلى ديانة الإسلام، ببعضِ من آياتها ،ومعانيها، واستدلالتها. خُذ " أيام الخلقِ الستة إنجازاً عظيماً"، وفي القرآن " إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " (54) } الأعراف . وفي مكانٍ آخر " كل شيءٍ مكتُوب"، فيقصد فيها الكاتب مقتضى الإيمان بالقضاءِ والقدرْ ! . إذاً من آياتٍ إلى أركان الإيمان، يحوي بأنّ الكاتب يعرف الكثير عن الإسلام. ناهيكَ عن ذكرهِ للحجابْ، وأنّه أمر شرعي من عندِ الله بلا أي تطرفٍ. هذا لا يعني أن الكاتب مسالم دينياً بل خلال الرواية تقرأ قليلاً من فلسفةٍ يهوديةٍ وسحرٌ أسود فمثلاً أوريم وتوميم وهما كما يُذكر" حجر الفلاسفةِ"، الذّي يقصد بهِ التنبؤ، والتكهّن والمساعدةِ. هذا الأمر استوقف صديقتِي وخلال بحثها وجدت أنّهما يعنيانِ " الضوء و الكمل عند اليهود تستعل كوسيلة للتواصل بين الكاهن الاكبر والرب يهوه"!


المحطة الثانيةِ. " الإشارات، روح العالم، لغة العالم، أسطورتكَ الشخصيةِ"، كلمات تمر على ناظريك عشرات المرات في الرواية، ولكلٍ منها دلالتِها الخّاصَةِ . فجاء بينهُم الكاتِب بأسلوب الربط في كُل فصلٍ وفصلْ. فالإشارات هي علامات تساعدك في الوصولِ لمبتغاكْ، ومصدرها الأشخاص وقلبكَ. ولغة العالم هي اللغة التي يتكلم بها كُل كائن حي. والأسطورة الشخصيةِ وهي الهدف أو الغايةِ . !


المحطة الثالثةِ . " الأسطورة الشخصيةِ"، التي قطع إليها الراعّي الأندلسي أميال، قد استغرقت أكثر من عامٍ من ترحالٍ ومحطاتِ ووقفات، حتى وصل لمحورِ تغير عجيبْ جداً ، تشتعر من خلالهِ بأن الله عزّ وجل عاهد نفسه بأن يساعدكَ وييسر لكَ أموركَ إن كُنت مخلص النيّة وعاقدٌ العزم برباطةِ جأشكَ! وبالتأكيد شيءٌ من روحانية إسلاميتنا الرائعه يجعل الروايةِ روحانيةٌ، ومنطقيةٌ أكثر . !


المحطة الرابعةِ. خلال رحلتكَ مع الكاتب تقفُ عند عباراتٍ تدوينها في دفتركِ وفي قلبكَ وذاكرتكَ ربما ! *هناكَ بعض العبارات لفهمها تماماً يجب قراءة الروايةِ .
" يجب أن يقدر، أن يختار بين شيء تعوّد عليه وشيء يود بشغفٍ الحصولَ عليهِ " .

" وإذا تشابهت الأيام، هكذا، فذّلك أنّ النّاس توقفوا عن إدراكِ الأشياء الجميلةِ التي تُمثِلُ في حياتهم، مادامت الشّمس تعبر السماءَ" .

" تذّكر دائماً أنّ عليكَ معرفةَ ما تريدهِ "

" اكتفاؤهُم بالبحث عن الذّهب. كانوا يبجثُون عن كنز أسطورتهم، ولم يرغبُوا في أن يعيشُوا الأسطورة بالذّات  "

" إن الحياةَ، في الحقيقةِ، سخيةٌ مع من يعيشْ أسطورتهِم الشخصيةِ "


المحطة الأخيرة. يرشدنا الكاتب طوال الرحلةِ إلى التشبتِ بالهدف الذّي تحملة بين ثناياكَ وخباياكَ، ولو واجهتكَ عراقيلٌ وصعوبَات، وخلال هذهِ الوقعات قُم بقوةٍ أكثرْ من قبل ! .


الفرق بينهُ وبينهُم، والفرقُ بيني وبينهُم، والفرق بيننا وبينهُم.
** هدفٌ نعيشُ لأجلهِ، هدفٌ يعيش في داخلنا فيأسرنا **

هناك تعليق واحد:

Haytham يقول...

تحياتي لك هناء

ممتازة مدونتك وجميلة الافكار التي ذكرتها

أحب القراءة التي تستخلص العبر وتشاركها مع الناس ..

بدأت في قراءة هذه الرواية ولكني لم أكملها بعد ، سأكملها ان شاء الله :)

تحياتي
هيثم صادق