الثلاثاء، 19 يوليو 2011

اللاحضاريات 1


حينَ نتحدثُ عن مُجتمعٍ ما، فإننا نتحدث عن المجتمع الذّي حولنَا، ومجتمعنا داخلهِ عدةُ شرائح، وها هُنا سأذكر شريحةً لا نحبها، شريحةَ اللاتحضرُ، شريحة الكوكب الآخر، كما قال أحمد الشقيري في خواطر 6 !


" طيب : ما هو اللاتحضر ؟
بالنسبةِ لي، وحسبَ تفلسفي الفلسفي. هُو حالةُ من التخلف بل هو التخلف بذاتهِ.


ما هي مظاهر اللاتحضر ؟

أولاً . عندما ترى الفتاة وهي في الصف العاشر لابسةً دبلة الخطوبة وبعد إنهائها للتوجيهي ستتزوج . لماذا ؟ علّه رغبةً منبثقة منها وهي في النهايةرغبةً ساذجةٌ غير مأمونةِ العواقِب، ظناً منها أن الزواج = السعادة الأبديةِ . وعلها الظروف التي أجبرتها فوالدها قاسٍ وأمها لم تكن يوماً حنُون عليها ! . وعلّه المجتمع الذي يقول : " بما أن تصل الفتاة لسن الستة عشر عاماً ولم تتزوج فهي عانِس !! " – معقُول ؟
هذا ما قالتهُ لي صديقتي عن لسان إحدى جاراتها  . !


ثانياً . وعندما يحين موعد العودة إلى المدارس. لا بل عندما يحين وقت الإستعراض في المدارس للماركات ! . فالساعة، الحذاء، الحقيبة، و الشال كلها ماركاتْ عالميةٌ مبالغٌ فيها. لحين تصل تكلفة كل هذا فوق المئة دولار دونَ مبالغةً " ع فكرة " ! .

تخرج الشاب أو الفتاة من الثانوية، كأنه حفل زفافْ. لما فيه من مظاهر ترف عجيبة لحين كُل المدينة تعرف بالحدث العظيم ! والمُشرف أكثر أن النسبة التي حصل/ت عليها .




ثالثاً . " ابن عمي – ابن خالي شو فيها ! " . فتصبحُ المصافحه حلالاً بهذهِ الحجه . ! وأصبحت  لا ترتدي أختنا الحجاب في حضورهِم ! وتمزح معهم في حد غير المعقول وترقص معهم في السهرات العائليةِ .! هُنا حدثت تجوزات كثيرة، لأن الأهل غير آبهين بهذا . لكن عني وعن كثيرات نعرف أن هذا حرام ولا نفعله، لأن أهلنا قاموا بالواجب وحذرونا .




رابعاً . أنا الأفضل دائماً. شخص يرى نفسه الأفضل في كل شيء، في كلامهِ فهو غير قابل للمناقشةِ بتاتاً. وما يملكه ويحصل عليهِ الأفضل من مرحلة التعليم لمخدةِ النوم .!، وعائلتي هي الأفضل والمثالية قدمت لي ما لم يقدمه أحد. اكتشفت أن هذهِ الفئة تعاني من مرض نفسي عجيب من الصعب أن يُعالج . !



خامساً . " أنا مع المجتمع لا معَ مبادئِي " . في حين ينتقل أحد الأشخاص من مدينةٍ لأخرى أو من بلدٍ لآخر. أصبح يتصرف كما يتصرف أشخاص المحيط يتكلم كما يتكلمون يرتدي كما يرتدون. وعندما تسأله لماذا ؟ يقول : " المجتمع يريد هذا " . أصبحت المبادئ على طرف وما تعود عليهِ وما غرس فيهِ على طرفْ فأصبحت المبادئ متزعزعة الأركان والضواحِي فانتهى بها الطريقُ إلى أن وصلت لمبادئٍ منعدمةٌ !




سادسا ً .  المُعلم : " أنا ولدت عالماً . " ! لازلت أتذكر الحصة الأولى من الفيزياء هذهِ السنة دخلت علينا المعلمة ولم أستسيغها من دخلتها الملولةِ وملابسها اللامُرتبةِ وألونها اللامُتناسقةِ ! . تبادلنا أطراف الحديث إلى أن قالت لنا : " أعطوني أسماء علماء . . .. طبعاً أنتم لا تعرفون فقط تحفظون أسماء المغنيين " . !! قلت لها " لا نعرف، ابن سيناء، الزهراوي، آنشتاين،و ابن فرناس " . والمعلمة في قمة التطنيش فهي "  أم العرّيف " . ومعلمة أخرى النسيان عندها حرام . ! فإذا وقفت الفتاة للإجابة ونست الإجابة تنهال عليها التجريحات والمسبات . !وهذهِ المعلمة حافظة للقرآن وتقرأ عديد من الكُتب ! لكن لا أحد يستطيع التعامل معها .! نسي المجتمع أن الدين أخلاق بعد التعلم . !
إذاً " أنا معلم أنا أعرف كُل شيء، وأنا غير قابل للنقاش نهائياً " !
·         أتكلم عن شريحة تشكل فئة قليلة ممن يدرسننا !  

ملاحظة : كل إنسان ينقل ما يعيشه ومايراه على مد بصرهِ طويلاً وليس بالضرورةِ أن تتشابه كل الأشياء حول العالم . !

انتظروا التكملة في   " اللاحضاريات 2 "  .
الميكروفون معكم !

هناك 5 تعليقات:

عندمآ ينبضُ الشـ غ ـب •• يقول...

أنا معكِ في كل مآ ذكرتيهِ يآ هنآء فهو صحيح 100% / وخصوصاً النقطة الخامسة .. الكثير اصبح يتخلى عن مبآدئة بحجة معتقدات المُجتمع !
تدوينة وآقعيّة جدّاً ..
وًُفقتِ في طرحها ..
وفي انتظآر الجزء الـ2 =)


"دآنه "

رهف يقول...

جميل يا هناء .. أفكار لطيفة تسردينها بخفة وعلى طريقة( المختصر المفيد)..
منتهى الواقعية .. ونقدك جميل..

لكني لا أوافقك كثيرا في الفكرة الأولى .. ولا أعتبر الزواج في سن السادسة عشر مظهرا لا حضاريا .. الأمر لا يشرح بسطور قليلة .. لعلنا نتحاور فيه يوما ..
سلمت يداك هناء ..^^

هيثم يقول...

ما شاء الله أخت هناء :)

افكار جميلة وممتازة من فتاة في سنك ..
هناك فتيات يكبرنك بسنوات ولا يعرفن ما تقولين ..

اؤيدك بكل النقاط ..
وأزيد على فكرتك الأولى أن القضية ليست بالعمر (السن) .. وانما بالعقل ودرجة الرشد للشاب أو الفتاة ..

تحياتي لك أخت هناء وثابري وأكملي كتابتك الثقافية الحضارية .. :)

باسم زيدان يقول...

سلام عليكم

أحمد لك ذلك النشاط والعمل الدءوب أخت هناء

وأغبطك على يسره وتنسيقه وعمقه فى آن واحد

وأسال الله لك صلاح النية وسداد القول والعمل فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (بنياتكم ترزقون)

وأسئله أن يستعملك فى نصرة دينه وإعلاء كلمة أمته وأن يقر عينك بالحق ويجعلك قرة عين لوالديك وسائر المسلمين

اللا حضريات سلوك خاطئ ينبع من عقيدة ركيكة وخطرها أنها جميعا من معاصى القلوب أننى قد أقنع ملحد بالإسلام فى خمس دقائق لكنى أجد صعوبة فى إقناع مسلم بترك التدخين لا لأن الملحد أنقى فطرة لكن لأن معصيته معصية جوارح لا معصية قلب يكابر رغم معرفته الحق ويجادل رغم إيمانه به

إننا لا نعانى من الجهل بقدر ما نعانى من سوء العلم

بمعنى آخر إننا كمسلمون نعانى من انفصام وتباعد مسافات بين أقوالنا وأفعالنا فالكبر والخيلاء وحب لفت الانتباه والإحساس بالذات والأنا المتورمة واحتكار الحق كلها معاصى قلوب تضنى من يعالجها

أما الركض وراء شهوة مادية عابرة فهو من معاصى الجوارح التى يمكن علاجها بسهولة ذلك إن قومنا الفطرة وضبطنا الروح

لذا كان شيخنا محمد الغزالى رحمه الله يقول(أخشى أن تكون معصيتهم كمعصية آدم ومعصيتنا كمعصية إبليس)

فآدم عصى معصية مادية(جوارح) نتاج إلحاح شهوة ثم عاد وأناب عليه السلام فتاب الله عليه

أما إبليس فنعلم جميعا إلام وصل به كبره (معصية قلب)

لكنى حينما قرأت ما على مدونتك تفاءلت فالخير فى أمتنا بإذن الله إلى اليوم الدين و سيأتى اليوم الذى تكتبين فيه عن حضارياتنا الحديثة إن شاء الله
وكما أقول دائما

لو كل يوم فى الدنا بعد...ما راح طير بعدما يغدو

رهف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم..
هناء، طلبت أن نتحاور أكثر في الفكرة الأولى، وسيكون ما أردت إن شاء الله..
أتمنى أن أصل معك إلى الحقيقة،أن تكون هي هدف الحوار، سواء كانت فكرة أو مجموعة أفكار..
سأبدأ بقول الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب..
ليس لدي مشكلة في تغيير رأيي إن أقنعتني، ولا مشكلة أبدا إن غيرت رأيك أنت أيضا..

لنقل العنوان: زواج الفتاة في المرحلة الثانوية، أي في عمر 15-18 سنة تقريبا حسب ما فهمت مما كتبت..

هناء، لأستطيع أن أشرح وجهة نظري، سنتجرد قليلا من المدنية(الزائف منها فحسب) ونركز أكثر على الإنسانية،ذاك أن الزواج من الفطرة الإنسانية التي هي أقل تغيرا من غيرها في التمدن..
ثانيا، سنخرج من إطارين:
1- الإطار الشرعي: لأنه لم يحدد للزواج عمرا حسب ما أعلم(إلا ربما أنه بعد البلوغ)
2- الإطار الطبي: فهو يرفض الزواج قبل البلوغ بكل تأكيد وقد قرأت في الأمر..

أما الآن وقد حددت الأسس الأولى(إن وافقت عليها)، فأنا لا أرى بأسا في زواج الفتاة في العمر الذي ذكرت 15-18 عام، وأنت ترفضين..
فأطلعيني أكثر على سبب رفضك له.