الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

قراءة فِي كتاب الصحوة إلى اليقظة

إن سير هذهِ الحياة بلا إله قد يبدو في بداية غير موزونٍ وبعد التحري والتساؤل في داخل ذواتنا عن طريق السنن الكونية يتضح لنا فعلاً أن للكون إله. لستُ ملحدةً ولا كافرةً بل مؤمنةً بالله وبأركان الإيمان والإسلام. ولكن هذا الإيمان قد تعتريه من جُنباتهِ ثغرات لا بد أن تُسد بذات الإنسان ولتسد يجب علينا أن نبحث عن هذهِ المسائل التي تجعلنا نسلم عقلنا كاملاً لهذهِ السُنن الكونيةِ وأسبابها. إيماننا الحقيقي بكل شيءٍ يبدأ من إيماننا العقلي والقلبي بوجودِ الله تعالى. وإيماننا بوجود الله يثبت من خلال تحرينا وإيجابتنا عن أسئلةٍ بأنفسنا. 
نهايةً وخُلاصةً هذا النص أن لنؤمن بأيِ شيءٍ فلنسأل أنفسنا عنه ونتحرى عنه لنصل إلى درجة الإيمان الحقيقي.








وهُو الحال ذاته في إيماننا بقضية النهضة وتبعاتها ودوافعها وأشخاصِها، لنفهم قضية النهضةِ علينا أن نبدأ بها من جذورها فلن نفهمها بطرقٍ مُسلمةٍ بالكامل أو بطرقِ التحرية العقلية كما الإيمان بوجودِ الله تعالى، بل نحتاج لنصوصٍ إجتهاديةٍ عكف عليها دارسوهَا.في هذهِ القضية لجأت لقراءة الكتاب الأول من سلسلة كُتب مشروع النهضة " من الصحوة إلى اليقظة " لد.جاسم السلطان .


في هذا الكتاب نفهم مسائل ونُجيب على كمٍ من الأسئلة كما وردت في الكتاب :
- شرح بعض المصطلحات التي ينبغي الإحاطة بها لأي عامل للنهضة لتنظيم خارطتهِ الذهنيةِ وتحديد طبيعة المرحلة التي تمر بها أمتنا في طريقها نحو النُهوض.
-وضع حركة النهضة في سياقها التاريخي .
- تحديد إطار لفهم مراحل التحول الحضاري، ومن ثم تحديد إطار لفهم المرحلة التالية.
- تحديد نموذج وطريقة تفكير القائد المطلوب.
- تحديد احتياجات صانع القرار العامل للنهضة.
- توضيح أهمية دراسة التاريخ للقائد .
- تحديد صورة الإسلام الذي يجب استدعاؤها وتمثل العاملين للنهضة بها .
- تحديد التحديات التي يواجهها المشروع .
- الإجابة عن السؤال العام: من أين يبدأ الإصلاح ؟
- توضيح دور ثقافة الأرقام ولغة الإحصاء في مشروع النهضةِ.
- هدم جدران الإحباط بمعاول الأمل .


خِلال قراءتِي للكتاب استفزتني عاطفتي وغيرتي التي سببها تحفظي الديني والحضاري فهناك العديد من الأشياء التي نعتقد كُل الإعتقاد أنها أوروبيةِ المنشأ. واكتشفت أن أوروبا في عصورها الوسطي تحديداً في القرن 16 بدأ ظهُور أهم التيارات والحركات الفكرية المعاكسة والمعادية لروح الكنيسة الكاثوليكية ( ظهُور نظرية كروية الأرض لغاليلغيو و كذلك وليم شكسبير وجُملة من المفكرين )، وأن ما قبل القرن 16 عشر كان ظلام في ظلام . 
والغرب في محاولاتٍ لصد الصورة الصحيحة عن ماضيهم من خلال تلقين الطلاب في الإبتدائية التاريخ الذي يخصهم وهو خالٍ من الشوائب ومدسوس الأفكار أن الدين الإسلامي دين سيف، بعيداً عن الكتاب سمعت أن كلمة السيف بمُفرداتِها العديدة لم تذكر ولا مرة بالقرآن، ولكنها ذكرت في الكتاب المُقدس للنصارى أكثر من 19مرة!!
إن ما يقٌول به الغرب من محاولة إخفاء لماضيهم باعتقادي هو غلطة تاريخية كبيرة لأنه على كُل فرد في كُل أمة أن يعرف ماضيه ويدرسه جيداً كي لا يتعرض له في المستقبل أو حتى في الحاضر وهُم يجرون الجيل القادم لارتكاب أخطاء رُبما ارتكبت في الماضي " تحليل هنائي " !


قد يجد الكثير النقل والإقتباس والتغيير في أفكار لمالك بن نبي ولعديد من المفكرين، لا داعي للهجوم على المفكر الجديد الذي يعمل على تجديد هذهِ الأفكار وطرحها بأسلوب يُناسب هذا العصر، فالدكتُور يقول في كتابهِ أن علينا أن نمرن أفكار للتغيير بما يجاري تغير الزمان، فنقل الأفكار وتعديلهِ ليتناسب مع نهضتنا الحديثة ان شاء الله.


علينا أن نثير عاطفتنا كشباب مُسلم، فما يحمسنا قبل العمل المُتقن الذي يعرض أمامنا هو العاطفة الجياشة التي يجب أن تتلوها إنجازات عظيمة. وكلامي لا ايخلو بأن أنصح كُل مُفكر صغير"بأفكارةْ" وكُل قائد وناهض بالأمة بقراءة هذا الصرح النهضوي. 


وهذهِ بعض الإقتباسات التي راقت لي من الكتاب :
" في مرحلة النهضة يعم النُور والبحث وتولد الإبداعات التي تؤسس لنشوء عالم الأشياء الذي يزود الحق بالقوة فيسيران معاً . "


"إذا يجب على من يعمل في مجال النهضة أن يكون لديه تصور جيد لمستوى النصوص ومستوى علم العصر ومُستوى النهضة، وبالتالي يستطيع أن يكُون بدايات جيدة، وقاعدة صلبة قوية يضع عليها وتنطلق منها بقية المُستويات . "


" إذا نحتاج إلى قول واضح غير مشتت في الدين، وفي الإجتماع، في السياسة، في الإقتصاد، في العلاقات الدولية، وما إلى ذلك، وأن يصل الأمر مقنعاً في الساحة الإسلامية. ولا يكون الهدف منه أن تكُون هناك نسبة مائة بالمائئة مقتنعة بهِ. إنما أن يكُون هذا هو الأعم والأغلب والأكثر انتشاراً والأكثر قُبولاً، لأن ساحة الفعل عند الحركة إذا اضطربت لا يمكن جمع شتاتِها "


" هذا الخلط بين الكم العاطفي وبين النوعية التي يرتكز عليها البناء في أي مُجتمع من المُجتمعات خلط خطير، وإذا استمر يهدد هذهِ الجُهود الضخمة وهذهِ الصحوة الإسلاميةِ بالخطر الكبير " .



 وهذا الرابط يحتوي عى كُل الكتب الخاصة بسلسة أدوات القادة :






ليست هناك تعليقات: